بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعيار الامثل لنا
الخير الذي يملأ عبقه الآفاق شرقا وغربا يضيء في النفس شمعة تطرد ظلام التشاؤم
كثيرة هي الأسباب التي تعلق عليها نكبات الأمة
ومن أهمها تلك السلبية المقيتة التي يعيشها أفراد هم من جملة ذلك الخير المعدود !! فإذا ما نظرنا إلى الدور الذي رضوه لأنفسهم ولم ترضه الأمة لهم وجدناه دورا باهتا لا يتجاوز التباكي على سوء حال الأمة
وهل يجدي البكاء ؟!
إن هذا النوع من أفراد هذه الأمة بعجزهم عن العمل لهذا الدين وإلقاء التبعات على الآخرين يحرقون بذلك المئات من الصفحات المشرقة لسلف هذه الأمة والتي أضاءت بتضحيات وإنجازات علمية مازال العالم كله يتفيؤ ظلالها
، ولو تأملنا في تلك المنجزات لوجدناها قامت على أفراد اعتزلوا الراحة وعاشوا هما أطار النوم عن أعينهم وسعوا لهدف نسوا لأجله أنفسهم
إن المشكلة عند الكثيرين أن اهتماهم وأساهم على واقع المسلمين لا يعدو حديث مجالس وفقاعات تتطاير من أفواههم ، وليت أنهم ادخروا تلك الأرتال من الكلمات والمئات من الساعات وفكروا وعملوا ما فيه المصلحة لهذا الدين، ولكن هذا يستحيل مادام أن المشاعر باردة لا تتحرك والعقول جامدة لا تعطي ولا تبدع ، إن من يمسي ويصبح وهمه حال المسلمين لا شك أنه سيعمل جاهدا في سبيل التغيير من ذلك الواقع المر ،
إن الإنسان قد لا يفلح في أن يكون عالم ذرة أو مبدعا تلاحقه (كاميرات) المصورين ولكنه يملك داخل نفسه طاقات لا حدود لها تحتاج إلى ثقة في النفس وإيمانا عميقا بأهمية العمل للدين وجدواه أيا كان واستعانة بالآخرين بعد الله عز وجل في تفعيل ما يعود على الأمة بالخير وأملا مضيئا يقضي على شعور اليأس من الواقع والذي يتولد عنه التقاعس المقعد عن أي عمل مثمر ؛ فمتى حصل ذلك فإنه يعني أننا خطونا بل قفزنا قفزات طويلة في تحقيق الذات
الشباب الذين يدخلون في تعداد هذه الأمة كثيرون جدا ، فإذا علمت أيها القارئ الكريم أن مرحلة الشباب تمثل أكثر من 50% في العالم العربي فقط فضلا عن بقية دول العالم الإسلامي فسوف تدرك حجم التقصير والسلبية التي تغتال وببطئ هذه الطاقات المكدسة والتي ليست سوى أرقام دخلت في تعداد الأمة وكانت عبئا عليها ثم احتضنها التراب فلا أثر ولا خبر يذكر !! وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يبين في الحديث الصحيح حتمية أن نعمل وأن نزرع حتى ولو أيقنا أن الرحيل سيكون قبل مواسم الحصاد ورؤية الثمار حيث يقول : ( إنْ قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر )
ويبقى المعيار الأمثل لنجاح أي عمل في نظر هذا الدين هو أن يُرضي الله ـ عز وجل .
جعلني الله وإياكم من العاملين لهذا الدين