يواصل النجم نور الشريف في هذا الشهر الكريم تقديم مسلسل «الدالي» في جزئه الثاني بعد ان تصدر في العام الماضي قائمة اعلى المسلسلات العربية مشاهدة، والتحدي.. هل يحافظ «الدالي» على صدارته؟.
نور الشريف واثق للغاية من الجزء الثاني، لأن نجاح الجزء الأول أوجد روحاً جميلة بين فريق العمل، ولأن الامكانيات الانتاجية للحلقات الجديدة كبيرة جداً التقنياه في القاهرة واجرينا معه الحوار التالي..
• ما الذي شجعك على تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «الدالي»، خصوصا انك رفضت من قبل جزءاً ثانياً من مسلسل «عائلة الحاج متولي»؟
ــ منذ بداية ارتباطي بمسلسل «الدالي» عرفت من المؤلف وليد يوسف أنه مشروع لعدة أجزاء.. وقتها قلت له وللمنتج محمد فوزي.. نخرج بالمسلسل الى النور، وبعدها يمكن أن نقرر هل يمكن تقديم أجزاء تالية للدالي أم لا؟.. طبعاً الأجزاء يحكمها دوماً اتساع الأحداث وتشابكها، لذلك ومن أجل مصلحة الدراما، لابد من تجزئة الأعمال التي تمتلك «قماشة» درامية عريضة، حتى تظهر بأفضل صورة.
وعن نفسي أنا لا أحب المسلسلات متعددة الأجزاء، الا في النصوص الأدبية، لكن اذا حقق الجزء الأول من المسلسل النجاح المطلوب، فلا مانع من تقديم جزء ثان.. والحمد لله كان نجاح الجزء الأول كبيراً جداً، والجمهور الذي حضر ندوات مسلسل «الدالي» عقب رمضان الماضي، هو الذي طلب الجزء الثاني، كما ان القنوات الفضائية كانت تتابعنا منذ وقت مبكر، وتجري معنا مفاوضات لشراء الجزء الجديد.
طبعا«الدالي» مختلف عن «الحاج متولي»، فالحدث فيه مستمر وساخن، وهناك ثأر يريد الدالي نيله من الذين قتلوا ابنه، وهناك مافيا تترصده وتحاربه، والدالي نفسه لديه أحلام يريد اكمالها، لذلك من المعقول في رأيي تقديم جزء ثانٍ، بل أنني سأقدم جزءاً ثالثاً لهذا المسلسل، واتفقت عليه بالفعل، أما الحاج متولي فان الحدث فيه كان قد انتهى مع الحلقة الأخيرة، وكان من غير المنطقي أن أقدم جزءاً ثانياً.
اين زمن الانفتاح
• لا يختلف اثنان على النجاح الكبير للجزء الأول من الدالي.. لكن الكثير من النقاد انزعجوا منه لأننا في النهاية لم نر أفكاراً يقدمها المسلسل، بل مطاردات واثارة ، لمعرفة من يريد قتل الدالي.. ما رأيك في هذا ؟
ــ علينا أن نحتكم الى الجمهور.. الجمهور تابع المسلسل واحبه، وانتظر بفارغ الصبر الجزء الثاني.. أما النقاد فكلامهم على رأسي.. لكن الدالي لابد من ارجاعه الى الفترة الزمنية التي عاش فيها، نحن نتحدث عن ثراء ضخم، ووحشية الأثرياء الجدد الذين اغتنوا في عصر الانفتاح الاقتصادي.. وتكلمنا عن أن المال لا يوفر الأمان، ولا يجمع الناس.. أحياناً يكون المال نقمة، ويحولك الى قطعة خبز بالعسل يجتمع عليها الأدعياء والنّصابون والمستغلّون.. وفي النهاية نحن نتكلم عن فترة تاريخية في مصر، والدالي هو ابن هذه المرحلة بثقافتها، وأفكارها، وقيمها.
• لكن عودتك الى السبعينات أبعدتك عن الواقع الحالي وكأن السبعينات مهرب لك ولجيلك لابداء حرية الرأي، فالجميع يتذكر فيلمك الرائع «سواق الأتوبيس» مع الراحل عاطف الطيب؟!
ــ لست بعيداً عن الواقع، لأن ما نعيشه الآن هو نتاج هذا العصر القريب منا، والشخصيات التي أفرزها هذا العصر، تحكمت وتغلغلت في المال والسياسة والاعلام، نعيش عصارة تفكير الانفتاح حتى الآن.. بل أنه تم غسيل أموال وكذلك سمعة الذين أثروا في الانفتاح في هذه الأيام. ونحن سنقترب كثيراً من واقعنا من خلال حرب الخليج والحرب اللبنانية، والصراع سيتطور حسب تطور الزمن.
ثقة بالنجاح
• ماذا تتوقع للجزء الثاني من الدالي؟
ــ سيكون الجزء الثاني افضل من الجزء الاول بكثير، وهو نوع من التحدي مع النفس.. وتعاهدنا كفريق كامل للعمل على النجاح، ووضعنا جدولا زمنيا منذ البداية لاجراء تدريبات خاصة بالعمل، والجميع التزم بها.
• لماذا كل هذه الثقة بالنجاح؟
ــ هي ليست ثقة، وانما قراءة معطيات.. الجزء الثاني كتب بهدوء شديد ومزاج، والممثلون استعدوا لفترة طويلة بشكل محترف، والميزانية زادت، والتصوير كان في عدة دول، منها بريطانيا وأسبانيا وايطاليا، واستعنا بكاميرا تصوير عالية الجودة.. ومع كل هذا الكلام فأنا خائف جداً، لأن الدالي تحول الى مشروع عام، والجميع يتوقع تقديم وجبة فنية جيدة، ويارب نسعد الجميع بالحلقات الجديدة.
أجر ثابت
• هل زاد أجرك مع زيادة الميزاينة؟
ــ كل شيء زاد في هذا العمل، لكني لا أفكر بمنطق مالي في الأعمال التي أقدمها في هذه المرحلة من عمري.. ما يشغلني أكثر هو الفن، وأن أقدم الجديد.. ويمكن المال مجرد وسيلة للحياة.
• لكن أجور النجوم المرتفعة تؤثر بالسلب على أجور باقي فريق العمل؟!
ــ هذا كلام حقيقي، لكنه لا يحدث الا في حال كانت جهة الانتاج لا تسعى سوى للمكسب المادي فقط، ولو كان هذا على حساب تاريخ الفنان، أو على حساب سمعة الدراما المصرية.. وأنا كنجم وفنان له تاريخ كبير في الدراما، أعرف كل السوق، وعندما يقدم لي منتج مسلسلاً جديداً من اسمه أعرف هدفه.. مثلاً، أنا يقدم لي ثلاثة أو أربعة مسلسلات، لا أقبل منها سوى عمل واحد، لأن أجري في الغالب ثابت، وأي مسلسل سأشترك فيه سأتقاضى هذا الأجر.. وما أحسبه هو جودة الورق، وقدرة هذا المنتج على تقديم عمل درامي متكامل الأركان أم لا.. فأنا أخاف جداً من الجمهور، وأشعر بنهاية الدنيا عند أي بارقة فشل.. وعموماً النجم أجره هو الذي يحدده السوق، وتنافس الفضائيات على عمله.
عصبي وديكتاتور
• قيل انك كنت ديكتاتورا وعصبيا جداً أثناء تصوير هذا الجزء ؟
ــ لم أكن ديكتاتورا، لكن فعلاً كنت عصبيا، لأنني كنت خائفا من أن يجعل نجاح الجزء الأول الجميع يتراخى ويتساهل، على أساس أن النجاح مضمون، لذلك بدأنا العمل مبكراً، وكنت دقيقاً في كل شيء بالعمل، لأنني المتحمل للمسؤولية الأولى والأكبر، وكان يجب أن أكون قدوة للجميع، فكنت أحضر قبل الجميع البروفات أو التصوير، وأكثر الناس التزاماً بكلام المخرج.
• هل ترى أن غياب صلاح عبد الله من الجزء الثاني سيؤثر على نجاح المسلسل، خاصة أن الجمهور ارتبط به الى جوار الدالي؟
ــ صلاح عبد الله من أروع الممثلين، وهو كان أحد أضلاع النجاح في مسلسل الدالي.. لكن المفاجأة أنه لا يغيب عن الجزء الثاني رغم وفاته.. ففعلاً هو مات لكن زوجته تظهر الى النور، وتدخل في صراع مع الدالي، وتطالب بحقوقه، وتتذكر حياتها معه، وهي مشاهد كثيرة يظهر فيها صلاح عبد الله، وهذه كانت معالجة شديدة الذكاء من مؤلف العمل، لضمان ظهور صلاح عبد الله في المسلسل.
وجوه جديدة
• لماذا حرصت على تقديم وجوه جديدة في الجزء لثاني؟
ــ أنا أحرص على هذا لاظهار صف ثانٍ، وادخال دماء جديدة للفن، وستظهر في أيام الدالي وجوه لأول مرة ، بالاضافة للوجوه الجديدة التي شاركت في الجزء الأول، والذين يواصلون المشوار معنا في الجزء الثاني.. كما لدينا عدد كبير من ضيوف الشرف في هذا الجزء من بينهم عزت أبوعوف، الذي يقوم بدور رجل أعمال يهودي، ووفاء عامر التي تقوم بدور زوجة صلاح عبدالله التي تظهر بعد وفاته وتحاول اثبات حقها في الميراث.
• قيل ان المنتج هو الذي فرض وفاء عامر على المسلسل.. ما رأيك في هذا؟
ــ هذا مثلما قالوا في الجزء الأول انني فرضت ابنتي مي على المسلسل، لكن سواء مي أو وفاء عامر كلاهما اختارهما المخرج يوسف شرف الدين.. ولم يفرض عليه أحد.. ووفاء ليست ممثلة جديدة لنقول عليها هذا، ففي العام الماضي قدمت في مسلسل «الملك فاروق» أروع أدوارها، ولاشك أنها تضيف لمسلسل الدالي.
الخميس أكتوبر 02, 2008 4:24 am